الجمعة، 11 أبريل 2025

برابوو: تركيا تحتل مكانة خاصة في قلوب الإندونيسيين

أكد الرئيس برابوو سوبيانتو أن زيارته الرسمية إلى تركيا لا تنبع فقط من المصالح الرسمية للدولة، بل تحمل أيضًا معاني شخصية عميقة. وفي خطابه المليء بالمشاعر والتأملات التاريخية، أوضح أن العلاقات بين إندونيسيا وتركيا تعود إلى جذور بعيدة تتجاوز الدبلوماسية الحديثة، وقد تأسست هذه العلاقات على أساس من التضامن التاريخي الطويل والعميق.

وفي أجواء دافئة ومليئة بروح الأخوة، وصف الرئيس برابوو تركيا بأنها دولة مميزة في أعين الشعب الإندونيسي. وشدد على أن تركيا ليست مجرد دولة صديقة، بل رمز لحضارة إسلامية عظيمة كان لها تأثير كبير في مسيرة التاريخ الإندونيسي. ووصف تركيا بأنها وريثة الإمبراطورية العثمانية، وهي حضارة تحظى باحترام المسلمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إندونيسيا.

وقال الرئيس برابوو: "بالنسبة لشعب إندونيسيا، فإن تركيا تمثل أعظم حضارة إسلامية." وقد قوبلت كلماته هذه بترحيب حار من المسؤولين الأتراك والشخصيات الحاضرة في هذا الحدث الرسمي. وأشار إلى وجود روابط عاطفية وروحية لا يمكن محوها رغم مرور الزمن وبعد المسافات الجغرافية بين البلدين.

كما أشار الرئيس إلى الدور الكبير الذي لعبته الدولة العثمانية في دعم نضال إندونيسيا من أجل الاستقلال في الماضي. وذكر أن المساعدة من العثمانيين لم تكن فقط معنوية، بل شملت أيضًا الأسلحة والتدريب العسكري الحقيقي. وأكد أن هذه المساعدات ما زالت حية في ذاكرة الشعب الإندونيسي في مناطق مختلفة حتى يومنا هذا.

وقال الرئيس: "زرت سومطرة، وزرت آتشيه، ودلي سيردانغ، وهم يروون كيف أن أجدادهم تلقوا التدريب من جنود وضباط الدولة العثمانية." وأضاف أن هذه القصص لا تزال حية في الذاكرة الجماعية للشعب الإندونيسي، وتشكل دليلاً واضحًا على القرب التاريخي بين البلدين.

تحول هذا الخطاب إلى لحظة لإعادة تقوية أواصر الأخوة بين إندونيسيا وتركيا. وذكر الرئيس أن التاريخ لا يُعد مجرد ذكرى، بل هو أساس لبناء تعاون أكثر عمقًا وفعالية في المستقبل. وأعرب عن ثقته بأن روح التاريخ يمكن أن تخلق قوة جديدة لمواجهة التحديات العالمية.

كما أعرب الرئيس برابوو عن تقديره العميق لموقف تركيا الحازم في الدفاع عن الشعوب المظلومة، خاصة الشعب الفلسطيني. وفي نظره، فإن تركيا هي واحدة من الدول القليلة التي تجرأت على اتخاذ موقف واضح في القضايا الإنسانية التي غالبًا ما تتجاهلها الدول الكبرى.

وقال برابوو: "كثير من الدول تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنها تغض الطرف عن معاناة الشعب الفلسطيني." وأوضح أن شجاعة تركيا في الدفاع عن العدالة تعكس القيم النبيلة التي يؤمن بها الشعب الإندونيسي أيضًا. واعتبر أن هذا الموقف مثال يُحتذى به على الساحة الدولية.

كما أُشير إلى أن هذه الزيارة الرسمية تُعد خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بدءًا من الدفاع والاقتصاد وحتى الثقافة. وأعرب برابوو عن تفاؤله بأن العلاقات بين البلدين ستزداد قوة وتعود بفوائد كبيرة على شعبي البلدين.

وقد رحّب الرئيس التركي بحفاوة بزيارة برابوو، وأعرب عن أمله الكبير في الشراكة الاستراتيجية بين إندونيسيا وتركيا. واتفق الزعيمان على تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، لا سيما في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة.

بالإضافة إلى الجانب الرسمي، فتحت هذه الزيارة المجال للحوار الثقافي الذي يعزز التفاهم بين الشعوب. وأكد برابوو على أهمية الحفاظ على القيم الحضارية والتاريخية باعتبارها أساسًا للعلاقات طويلة الأمد. وأعرب عن إيمانه بأن قوة الثقافة والتاريخ قادرة على توحيد الشعوب رغم اختلافاتهم.

وفي إطار زيارته، قام الرئيس برابوو أيضًا بزيارة عدد من المواقع التاريخية في تركيا، بما في ذلك المعالم العثمانية التي تبرز عظمة الماضي. وقد بدا عليه التأمل والاحترام الكبير للقيم التاريخية التي ورثتها الأجيال عبر العصور.

وقد حظي خطاب برابوو باهتمام واسع من وسائل الإعلام التركية، ونال استحسانًا من مختلف الأوساط. واعتبر الكثيرون أن هذه الكلمة أضفت بعدًا جديدًا على الدبلوماسية الثنائية، حيث جمعت بين الجانب الرسمي والبعد الثقافي والعاطفي.

وتُعد أجواء الأخوة التي سادت خلال هذه الزيارة إشارة قوية إلى أن إندونيسيا وتركيا تملكان إمكانيات كبيرة لتكونا شريكين استراتيجيين متكافئين يدعمان بعضهما البعض في مختلف المحافل الدولية. وأكد برابوو على أهمية الأخوة بين الشعوب المبنية على الاحترام والمساندة المتبادلة.

وفي ختام كلمته، أعرب الرئيس برابوو عن أمله في أن تستمر العلاقات بين إندونيسيا وتركيا في النمو وأن تُسهم بشكل إيجابي في تحقيق السلام العالمي. ودعا الجميع إلى الحفاظ على روح التضامن واستلهام التاريخ لبناء مستقبل أفضل.

بروح تاريخية حية، أصبح خطاب برابوو في تركيا تذكيرًا بأن الدبلوماسية ليست مجرد شكليات، بل هي نسيج من المشاعر والاحترام والإرث المشترك الذي يجب صيانته باستمرار. وهكذا تدخل العلاقات بين إندونيسيا وتركيا مرحلة جديدة من التقارب والتفاهم العميق.

الموضوع التالي آثار الحضارة المفقودة: تدمير أكثر من 300 مسجد في أرمينيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت